بعيداً
عن الصخب الدائر حوله ، تذكّر المرة الأولى التى شعر فيها بالحرج من
مظهره ؛ لم يكن من هؤلاء المهتمين بمظهرهم ولا حتى من أولئك المعتدلين في
اهتمامهم ، يترك شعر رأسه لأشهر حتى يتشابه مع رجل الكهف و تنبهه أمه إلى
حنق أبيه من هذا المظهر فلا يرجع من عند الحلّاق إلا وقد لمعت صلعته ، كذلك
وجهه فهو ككارل ماركس لا يذكر عدد المرات التى أخذ فيها من ذقنه ولو
تشذيبا ، يذهب لدرس الفيزياء مرتدياً نعليه و بنطالاً قصيراً وما أفصح عنه
دولابه من القمصان القنطيه التى لا يشتريها هو في الغالب لأن أخوته أو أبيه
أو أمه هم من يشترون ملابسه .
شعر بالحرج عندما رأى تلك الفتاة الملائكية خمرية اللون الهادئة ، لا تضحك تلك الضحكة المجلجلة التى تضحكها بقية الزميلات ، لم تتحرك شفتيها مع ذكر غير المدرّس ، صوتها خفيض و مرتب و هادئ ووقور ، تحركاتها محسوبة ، جلستها كأميرات القرون الوسطى في لوحات عباقرة الفن التشكيلي .
لم يشعر بالحرج من مظهره لأنها رأته ، بل لأنه تسائل كيف لي أنا و هي أن نكون من نفس الجنس البشري ، بل كيف نكون من مملكة الحبليات معاً ؟!
أسامة و للمرة الأولى لا يقدر على النظر في عين امرأة ، لا يحوّل نظره في العادة إذا ما التقت عينه بعين أي من النساء قط ، لكن نظره إلى (أميره) كان كالنظر إلى السماء في يوم صيفي صافٍ ، فلا يقدر ألا ينظر إليها لجمالها ولا يقدر على النظر طويلاً كيلا تخطف الشمس بصره .
تذّكر حركة رأسه هكذا كالمروحة الترددية (المروحة الإستاند) لتقع عينيه عليها في كل مناسبة بعد أن كان لا يتكلف نقل موضع نظره إلا إلى السبورة أو أوراقه .
تذّكر امساكه بهاتفها المحمول في الإستراحة وسط دهشتها ليطلب رقمه ، ليلتها سمع ذلك الصوت العذب الرقيق يقول قبل أن يلق السلام أو يرحب
-على فكرة ما يصّحش الى أنت عملته النهاردة ده ، ولا إنك تطلبني
أعقبه صوت غلق السماعة (تيت تيت تيت تيت).تذّكر لقائهما الأول و إعتبارها الرابعة عصراً وقت متأخر !
يعيده أحدهم إلى الصخب الدائر حوله بصوته العالِ الملئ بالحماس الموجّه للمرأة إلى يمينه
-مبروك يا فطوم يا حبيبتي....(ثم التفتت إليه) مبروك يا أستاذ أسامة ، مش هوصيك على فطومتي
رجعت تلك المرأة المنبهه إلى صفوف المعازيم و التفت أسامه لفاطمة الجالسة على يمينه في فرح الهنا
-هي مالها تخنت كدا ليه دي ؟
(بعد ابتسامة حاولت مدارتها)- أصلها اتخطبت و نفسها اتفتحت حبّتين ........(نظرت و التهديد اللطيف في عينيها ) وبعدين احنا هنبصبص من دلوقتي ولا أيه ؟
-لا يا ستي...أنا بصباص قديم. P:
شعر بالحرج عندما رأى تلك الفتاة الملائكية خمرية اللون الهادئة ، لا تضحك تلك الضحكة المجلجلة التى تضحكها بقية الزميلات ، لم تتحرك شفتيها مع ذكر غير المدرّس ، صوتها خفيض و مرتب و هادئ ووقور ، تحركاتها محسوبة ، جلستها كأميرات القرون الوسطى في لوحات عباقرة الفن التشكيلي .
لم يشعر بالحرج من مظهره لأنها رأته ، بل لأنه تسائل كيف لي أنا و هي أن نكون من نفس الجنس البشري ، بل كيف نكون من مملكة الحبليات معاً ؟!
أسامة و للمرة الأولى لا يقدر على النظر في عين امرأة ، لا يحوّل نظره في العادة إذا ما التقت عينه بعين أي من النساء قط ، لكن نظره إلى (أميره) كان كالنظر إلى السماء في يوم صيفي صافٍ ، فلا يقدر ألا ينظر إليها لجمالها ولا يقدر على النظر طويلاً كيلا تخطف الشمس بصره .
تذّكر حركة رأسه هكذا كالمروحة الترددية (المروحة الإستاند) لتقع عينيه عليها في كل مناسبة بعد أن كان لا يتكلف نقل موضع نظره إلا إلى السبورة أو أوراقه .
تذّكر امساكه بهاتفها المحمول في الإستراحة وسط دهشتها ليطلب رقمه ، ليلتها سمع ذلك الصوت العذب الرقيق يقول قبل أن يلق السلام أو يرحب
-على فكرة ما يصّحش الى أنت عملته النهاردة ده ، ولا إنك تطلبني
أعقبه صوت غلق السماعة (تيت تيت تيت تيت).تذّكر لقائهما الأول و إعتبارها الرابعة عصراً وقت متأخر !
يعيده أحدهم إلى الصخب الدائر حوله بصوته العالِ الملئ بالحماس الموجّه للمرأة إلى يمينه
-مبروك يا فطوم يا حبيبتي....(ثم التفتت إليه) مبروك يا أستاذ أسامة ، مش هوصيك على فطومتي
رجعت تلك المرأة المنبهه إلى صفوف المعازيم و التفت أسامه لفاطمة الجالسة على يمينه في فرح الهنا
-هي مالها تخنت كدا ليه دي ؟
(بعد ابتسامة حاولت مدارتها)- أصلها اتخطبت و نفسها اتفتحت حبّتين ........(نظرت و التهديد اللطيف في عينيها ) وبعدين احنا هنبصبص من دلوقتي ولا أيه ؟
-لا يا ستي...أنا بصباص قديم. P: